خنجر في خاصرة الحب
حلقة من مسلسل المفارقات العجيبة بين الرجل و المرأة
من الطبيعي أن يوجد الفرق بحكم الطبيعة ، ومن مستلزمات الخلقة ، ولكن العجب يكمن في استحداث مفارقات ظلماء ، وأعراف عمياء ، و عادات بكماء ، قلبت وموازين الإنصاف ، وطاحت بكفة المساواة التي تقتضيها سنن الإنسانية .
هذه الفوارق وتلك العادات أعادت الحياة إلى مهد عصر الوأد ، ولكن بأشكال مزخرفة وبألوان متعددة مكسوة بحلة العصر .
فمن تلك الحكايات التي تطرق آذاننا وتستقطب مسامعنا ، إجبار فتاة على شريك حياتها تحت قهر القرابة أو بحجة المصلحة والتي هي أوهن من بيت العنكبوت ، في حين نجد الرجل في الضفة المقابلة ينعم بحرية مطلقة وبإرادة تعانق الأفق في سعته وامتداده .
والذي دفع قلمي إلى تسطير هاتيك الكلمات ، وترجمت هذه الآهات ، قصة قرأتها في كتب الحياة , واستنطقت أحداثها من معجم الواقع ، أججت هذه الأحداث مشاعر الحزن في صدري على قوانين الظلم التي استندت على أعمدة أهوائهم وارتكزت على ركائز رغباتهم .
وتبدأ الحكاية من شاب انجذب قلبه نحو فتاة انجذاباً مكللاً بالأدب ومتوجاً بالطهارة ، وهامت روحه بمحياها ، فطرق الأبواب يرجو القرب ويبتغي الصلة ، وافق الأهل في البداية ، وأخذ الشاب يعتاد ديار المحبوبة في العشي والإبكار، وكان الأهل يسوؤهم نسيج هذا الحب وتبغضهم رؤية ألوان طيف الغرام وهي تتوج المحبوبين , فلم يعتادوا على رؤية واحة الحب الخضراء لا سيما وأن البنت لحن من أنغام هذا الغرام .
دفع هذا البغض وتلك العادات بعض أخوتها إلى قطع خيوط نسيج هذا الحب , وإلى صبغ ألوان ربيعه بسواد شتائه وظلمة عواصفه , فقرروا الفصل بين المحبوبين .
نزل قرار الفصل على الخطيبين نزول الصاعقة على الرأس , استطعف الشاب عواطف رحمتهم , واستغاثت دموعه سيف ظلمهم المسلط على رقبته , ولكن أيعقل لقلوب غدت كالحجارة أو أشد قسوة , أن تتقن لغة الرحمة , أو أن تعرف أبجدية الشفقة , عقيمة تلك القلوب .
والفتاة لا تملك خيارا حتى تدلي بدلوها , لا تقدر على صنع قرارها حتى تطرح رأيها , ما كان لها إلا أن تراقب المشاهد بدموع على خديها وبآهات ينطق بها قلبها .
وبالمحصلة لم يجد المحبوبان ملجأ سوى مواجهة هذا العناد بالإصرار على نبض الشرايين بالحب , وعلى المحافظة على نمو غراس هذا العشق .
فقررا الهروب بعد أن أقاما بإجراءات الزواج القانونية و الشرعية , تظاهر الأهل في البداية تقبل الواقع واستغاثوا مجاملة الأمر , وفي أول زيارة لأهلها و بعد فسحة الأمن التي جعلوها كسراب تستهوي كل ظمآن , ما أن نزلت في ديار الأهل حتى التفوا حولها كذئاب جائعة وأحاطوا بها كشاة تائهة , وبدأت الذئاب بتقطيع جسدها ونبش لحمها بأنياب تخسي أفواههم ذاتها من احتضانها وتخاف ألسنتهم من لعقها , فهي أنياب تعشق الغدر و تهيم بالخيانة .
قام أخوتها بذبحها كذبح الخراف وقت ضحاها وسط هتافات تفتخر بسفك دمها وغسل عارها .
سال دمها وانساب من بين ضفائرها لا ليرسم وردته الحمراء وإنما ليسطر كلمات عثا فيها الظلم فساداً وقهراً .
وحينما رآها شريك حبها أرسلت عينيه دمعها لتسفر عن أحزان فؤاده ، ولتصرخ بآهات قلبه ، تمنى أن يصوم قلبه عن النبض ، وأن تستباح شرايينه بنصل خنجرهم ، فأي طعم للحياة إن غاب عنها شهد عسلها ، فقالت دمعاته :
أحببتها بوله و شغف ولم أخفي هاتيك الأســــــــــــــــــــرار
شممت أريج حبها و مسك عشقها وفاقت عبير الأزهــــــار
لا تغيب عن ناظري وعن خاطري ويذكرها قلبي مساء نهار
وصفت أبجديتي محاسنها علماً أني لم أكتب قبلها الأشعــــار
جئت أهلها راغباً طامعاً بالوصل فطرقت باب الديـــــــــــار
وقلت لهم محب طاهر عفيف صادق يبتغي القرب والجـــوار
أغلقوا الأبواب دوني وكأني جئتهم من مدينة الأشـــــــــــرار
ظلم هذا القطع وحرام هذا الهجر من شرع لكم هذا القـــرار
أليست الأديان و الشرائع قاطبة أجازته فلم كل هذا القفـــــار
لم جعلتم حدائق الحب وبساتين الغرام كالأرض البــــــــوار
لم منعتم القلب أن يبتسم لحبه في العشي والإبكـــــــــــــــــار
قطفتم وردتي ونحرتم غصنها ولم يحن حصاد الثمــــــــــار
أفق الأمل الذي فيه العزاء غـــاب في ظلمات البحـــــــــــار
لن يسكت نزف دمائها بل ستجري كالسيول والأنهـــــــــــار
أنا فتاة الحب ومن أجل الحب قتلوني وادعوا غسل العـــــار
إن كان الحب الطاهر عارا فأنا هو العار أقولها بافتخـــــار
إن نسي الزمان أنين كلمك و آهاته فأنا حبي لن ينهـــــــــار
سأكتب عشقك على ورقة روحي لتبقي أنت المنـــــــــــــار
ولأجعلن من حبي و عشقي رمزاً بنان العاشقين إليه يُشـار
أي حبيبة صيرت لك قلبي جنة ومسكناً ونعيما فيه القـــرار
إن آلمتك طعنتهم مرة فأنا أتجرع مرارة الحنظل باستمــرار
ليتهم كتموا حياتي ولم يتركوا قلبي يعــــــــــاني من الأوار
آه من زمان ومن عصر أطلق العبيد وقيد الأحــــــــــــرار
ولكن أرجو العدل والقصاص و الإنصاف من واحد قهـــــار
أتساءل وأنا أبحر في معين مسلسل المفارقات العجيبة لِمَ لَمْ يغسل أهل الرجل عارهم ، لِمَ لَمْ ينحروا فضيحتهم ، أحلال لذكورنا ومحرم على إناثنا .
أنا لا أدعوا إلى فحش الحديث ولا إلى سوء الأخلاق وإنما أقول الحب ترجمان القلب ونسيم الروح وضياء العاطفة فرفقاً بأوداجه .
لا مانع من ترشيد وسائله ، ولا حرج في تقييم أهدافه ، ولا جناح في تكملة إيجابياته وترميم سلبياته ، ولكن حذار أن تحولوا بين المرء وفطرته .
الجمعة فبراير 11, 2011 7:52 pm من طرف ahmddelly
» شعراً بمناسبة خروج الخائن مبارك للشاعر القدير محمد دللي
الجمعة فبراير 11, 2011 7:31 pm من طرف ahmddelly
» خنجر في خاصرة الحب
السبت يونيو 26, 2010 6:46 pm من طرف سيبويه
» المارد
السبت مايو 29, 2010 6:39 pm من طرف ahmddelly
» جمعة ونخلة
السبت مايو 29, 2010 6:27 pm من طرف ahmddelly
» فران {خباز} وأقرط
السبت مايو 29, 2010 6:18 pm من طرف ahmddelly
» - ما الهدف برأيك من إثارة قضية صواريخ سكود السورية ؟
السبت مايو 08, 2010 11:40 pm من طرف عفراء
» الكيان اليهودي "معلومات هامة"
الثلاثاء مايو 04, 2010 11:51 am من طرف the night lion
» مخلوق جديد يشبه الإنسان
الإثنين مايو 03, 2010 3:23 pm من طرف the night lion
» برشلونة - فياريال 4 - 1
الإثنين مايو 03, 2010 7:56 am من طرف the night lion
» مدارس عام 2022
الإثنين مايو 03, 2010 7:42 am من طرف the night lion
» قصة مضحكة باللهجة الخليجيييييييييية
الأحد مايو 02, 2010 4:37 pm من طرف the night lion
» الموساد النشأة الإجرامية والتاريخ الأسود
الخميس أبريل 29, 2010 5:10 am من طرف JIHAD
» إيباك الذراع الشيطانية
الخميس أبريل 29, 2010 4:58 am من طرف JIHAD
» مقتل الاب توما الكبوتشي في دمشق
الخميس أبريل 29, 2010 4:49 am من طرف JIHAD
» أمن الكيان اليهودي والكذب الدائم
الخميس أبريل 29, 2010 4:29 am من طرف JIHAD
» شعر الكفيف للشاعر محمد دللي
الثلاثاء أبريل 27, 2010 2:44 pm من طرف ahmddelly
» طبيب سوري ينجح بزراعة رئتين في كليه الطب بجامعة هانوفر بألمانيا
السبت أبريل 24, 2010 9:35 am من طرف عبير الجبل
» التعرف على الذكريات من خلال مسح ضوئي للدماغ
السبت أبريل 24, 2010 8:09 am من طرف عبير الجبل
» زيتونة فلسطينية .العمر3700 سنة.الأكبر في الشرق الأوسط
السبت أبريل 24, 2010 8:04 am من طرف عبير الجبل
» السوريون والشاي والمليارات المنفقة عليها
السبت أبريل 24, 2010 7:41 am من طرف عبير الجبل
» الزواج العرفـــــي في سوريا
السبت أبريل 24, 2010 7:35 am من طرف عبير الجبل
» فتيات الليالي الحمراء بلبنان من الدعارة الى العمالة "هل يعيد التاريخ نفسه"
السبت أبريل 24, 2010 7:12 am من طرف JIHAD
» قوة ردع سورية و إيران وحزب الله
السبت أبريل 24, 2010 6:01 am من طرف JIHAD
» إستعدادات حزب الله و مخاوف إسرائيلية
السبت أبريل 24, 2010 5:56 am من طرف JIHAD
» -من كان وراء صعود أوباما ؟؟ اللوبي اليهودي
السبت أبريل 24, 2010 5:47 am من طرف JIHAD
» اللوبي اليهودي في أميركا والتحولات الجديدة موضوع كتاب جديد
السبت أبريل 24, 2010 5:40 am من طرف JIHAD
» أيلول الأسود والحقائق الجديدة
السبت أبريل 24, 2010 5:35 am من طرف JIHAD
» أسرار الجيش الإسرائيلي <هنيبعل>
السبت أبريل 24, 2010 5:20 am من طرف JIHAD
» برلسكوني هذا الصهيوني من تلك الأم الصهيونية
السبت أبريل 24, 2010 5:13 am من طرف JIHAD